جولدمان ساكس يحذر من تجاوز أسعار النفط 110 دولارا إذا أغلق مضيق هرمز

حذر بنك “غولدمان ساكس” من احتمالية صعود أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات، في حال ردّت إيران على الضربات الأميركية بإغلاق مضيق هرمز، إحدى نقاط الاختناق الحيوية في إمدادات الطاقة العالمية، مما قد يشكل عقبة جديدة في مواجهة التضخم المستمر منذ سنوات. واستقرت أسعار خام برنت القياسي خلال أولى جلسات التداول بعد الضربة الأميركية لإيران، عند 77 دولارًا للبرميل بحلول الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، في جلسة اتسمت بالتقلبات.

ويمثل ذلك ارتفاعًا بنحو 15% خلال أسبوعين، لكن فريق “غولدمان ساكس” بقيادة دان سترويفن، الرئيس المشارك لأبحاث السلع الأساسية العالمية لدى البنك الاستثماري، حذّر في مذكرة للعملاء من احتمالات تعرض السوق لمزيد من الضغوط الصاعدة.وقدّر “غولدمان ساكس” أن أسعار خام برنت قد تتجاوز 110 دولارات للبرميل، إذا ما أقدمت طهران على إغلاق مضيق هرمز، وفقًا لنموذج يفترض تراجع تدفقات النفط عبر المضيق بنسبة 50% على الأقل ولمدة شهر.

مثل هذا السيناريو يعني قفزة بنسبة 30% عن سعر خام برنت الحالي، وبلوغه أعلى مستوى له منذ يوليو/تموز 2022، عندما فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات على صادرات النفط الروسية عقب غزوها لأوكرانيا.

يُعد مضيق هرمز الممر المائي الوحيد الذي يربط الخليج العربي بالمحيط المفتوح، ويمثل شريانًا حيويًا لصادرات الطاقة من المنطقة، إذعبر ما يعادل نحو 20% من استهلاك النفط العالمي من خلاله في 2024، بحسب وزارة الطاقة الأميركية.

وذكرت الوزارة في منشور عبر مدونتها الأسبوع الماضي أن “الخيارات البديلة لنقل النفط في حال إغلاق المضيق تبقى محدودة للغاية. وفي أعقاب الضربات الأميركية، أشارت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إلى أن البرلمان الإيراني أيّد خطوة إغلاق المضيق. ووفقًا لوكالة رويترز، غيّرت ناقلتان عملاقتان على الأقل، محملتان بالنفط، مسارهما بعيدًا عن المضيق اليوم الاثنين.

ورغم أن إيران تحتل المرتبة التاسعة عالميًا في إنتاج النفط، إلا أن قربها من المضيق، الذي تمر عبره أيضًا نحو نصف صادرات المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط خارج الولايات المتحدة، يمنحها نفوذًا كبيرًا في سوق الطاقة الإقليمية.

يرى خبراء اقتصاديين في بنك “جي بي مورغان” أن زيادة أسعار النفط ستعزز التضخم، كما حذّروا الأسبوع الماضي من أن بقاء أسعار خام برنت فوق مستوى 75 دولارًا للبرميل خلال فصل الصيف قد يؤدي إلى زيادة تضخم مؤشر أسعار المستهلك العالمي بنسبة 2%.

ويُعد احتمال صعود أسعار الطاقة مصدر قلق متزايد للولايات المتحدة، في وقت يحذّر فيه اقتصاديون من ضغوط تضخمية إضافية قد تنجم عن السياسات التجارية والرسوم الجمركية.

وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيرًا لمنتجي النفط عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم دعاهم فيه إلى الحفاظ على استقرار الأسعار. وكتب ترامب “إلى الجميع، حافظوا على انخفاض أسعار النفط. أنا أراقبكم! أنتم تلعبون لصالح العدو. لا تفعلوا ذلك!”

في تطور قد يبدو مفاجئًا، جاء رد فعل المستثمرين اليوم في أسواق السندات والأسهم فاترًا، رغم تصاعد المخاطر الجيوسياسية.  وسجل مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” للأسهم الأميركية ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.3%، في حين تراجعت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار أربع نقاط أساس لتستقر دون مستوى 4.35%، ما يعكس ارتفاعًا طفيفًا في أسعارها.

من جانبه، أشار الخبير الاستراتيجي لدى دويتشه بنك، جيم ريد، في مذكرة اليوم فيما يتعلق بتداعيات هذا كله على الأسواق مستقبلًا، فإن الأمر يتعلق في الواقع بما إذا كان النظام الإيراني يستخدم النفط كسلاح“.

ترجمة: هدير عاطف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *